حقيقة الحجاب والغيرة على الأعراض
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد .
* فإن الإسلام جاء بكل كمال ونهى عن كل ضرر، جاء بكل خير ونهى عن كل شر.
* ومتى طبق المسلمون تعاليم الإسلام وعملوا به، فالنصر والتمكين لهم، ومتى خالفوا تعاليمه، وارتكبوا ما نهى عنه، وتركوا ما أمر به، فإنهم في طريقهم إلى التخاذل والضرر والهلاك.
* ولا شك أن مما جاء به الإسلام حماية الأعراض وصيانة الإنسان عن أي خلل أو خطأ يحدث في نسبه، أو في أهله ونحو ذلك، ومما جاء به الإسلام الحث على الغيرة على المحارم بأن يكون الإنسان غيورًا على محارمه، ومحافظا على مَن ولاه الله إياه من النساء والذرية عن الفساد والإفساد والإهمال.
* ولما كان كذلك كان ولا بد لهذا الأمر من وجود من يخالف فيه، وكان ولا بد من وجود من يدعو إلى الشر ويدعو إلى الضلال، ومعلوم أن لكل دعوة -وإن كانت باطلة- آذانًا صاغية وقلوبًا مقبلة إليها مغالية فيها؛ وذلك لما يُقْذَفُ في القلوب من الفتن ومن محبة الشر والميل إليه، ولكن مع ذلك كله فإن الحق واضح جَلِيٌّ لا غبار عليه.
* وإنما يلتبس الحق على من أشربت قلوبهم حب الباطل، وداهنوا في حدود الله وفي حرماته.
ومن ذلك ما نحن بصدده وهو مسألة الحجاب.
أسأل الله أن يحفظ علينا نساءنا وبناتنا وذرياتنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه وسلم.
مسألة>